مع تطور التكنولوجيا، نتعرض للمزيد والمزيد من وسائط الاتصالات. من ناحية إنها ميزة، يمكننا اليوم التحدث إلى والدينا البالغين عبر تطبيق الزووم في الأوقات التي يكون فيها التواصل عن قرب غير ممكن. لكن هناك أيضًا عيوب لزيادة الانكشاف والإفراط في استخدام وسائل الإعلام يمكن أن يربكنا عاطفيًا ويشتت انتباهنا. مثل كل شيء في الحياة - المفتاح هو التوازن. هذا صحيح بشكل خاص في السنوات الخمس الأولى من الحياة وهي السنوات الحاسمة لنمو الدماغ. سيساعدنا اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تعريض الأطفال لوسائل الإعلام على الوصول إلى الإمكانيات الكاملة للتكنولوجيا وتحسين التعلم والتنمية دون التضحية بالتواصل البشري. إذن ماذا يقول العلم عن كل هذا؟ وماذا يوصي العلماء بخصوص استخدام وسائط الاتصالات؟
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics (AAP) ببناء برنامج يقوم على ثلاثة مبادئ: الطفل، المحتوى، السياق(Child, Content, Context).
الطفل: يجب أن يتناسب عرض وسائل الإعلام مع احتياجات أطفالكم وأعمارهم. هل هذا المحتوى يثير اهتمام ابنتك؟ هل طفلك في مزاج جيد؟
المحتوى: يجب أن يعتمد اختيار المحتوى على التفكير التربوي المستثمر فيه وعلى الجودة والملاءمة لحياة أطفالكم.
السياق: يجب أن يشارك الآباء في استهلاك وسائل الإعلام لأطفالهم. تعرض الوسائط قيمة تعليمية أعلى عندما يشارك شخص بالغ في تجربة المشاهدة.
التعرض لوسائط الاتصالات
يجب أن يكون الآباء مشاركين في تعريض أطفالهم لوسائل الإعلام. يمكن أن تكون التجربة المشتركة لعرض المحتوى التعليمي والمناسب للعمر مفيدة عندما يشارك الوالد/ الام في التجربة ويشجع المحادثة حولها.
يتعلم الأطفال دون سن الخامسة من التفاعلات البشرية بسهولة أكبر من التعلم عن طريق الشاشات. إنهم يفهمون المبادئ التوجيهية بشكل أفضل عندما يتم توجيهها إليهم من قبل البشر ويطبقون معرفتهم بشكل أفضل في المواقف الجديدة عندما يتم اكتسابها في "الحياة الواقعية" وليس عبر الشاشة.
تتطلب شاشات اللمس التفاعلية قدرًا كبيرًا من الاهتمام ويمكن أن يؤدي تعقيدها إلى إعاقة التعلم. لا يزال بإمكان الأطفال تعلم مهارات مهمة منها، لكن المحتوى في هذه الحالة يصبح أقل أهمية.
السياق
يجب أن يكون محتوى الوسائط ذو جودة من الناحية التربوية والاجتماعية وأن يكون ذا صلة بحياة الفتاة. يجب أن يسمح لها المحتوى بربط المعلومات الجديدة بتجارب مألوفة لها بالفعل من الحياة الواقعية.
-
يتعلم الأطفال بشكل أفضل من القصص، لذلك يجب أن يكون للمحتوى خط حبكة مثير للاهتمام.
-
يقدر الأطفال التكرار: يفضلون التعلم من الشخصيات المألوفة ومشاهدة نفس المحتوى مرارًا وتكرارًا. مع توجيه الوالدين يمكنهم اكتشاف شيء جديد في كل مرة.
-
يجب أن تمثل مقاطع الفيديو التعليمية الجيدة علاقة وطيدة ودافئة بين الوالدين والأطفال، حيث يعد ذلك أحد الجوانب المهمة في حياة الأطفال في سن مبكرة.
-
يمر الأطفال بتجربة تعليمية أكثر جدوى عند تعرضهم لوسائل الإعلام التي تشجعهم على أن يكونوا نشيطين، على سبيل المثال إذا طُرح عليهم أسئلة ومنحوا ما يكفي من الوقت للتفكير والإجابة.
-
يمكن للبرامج التعليمية عالية المستوى، مثل شارع سمسم، تحسين المهارات المعرفية والاجتماعية ومستوى معرفة القراءة والكتابة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات، وخاصةَ في العائلات ذات الإمكانيات المحدودة. يمكن أن تساعد التطبيقات المستندة إلى شارع سمسم في تعلم مهارات القراءة والكتابة عند الاطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
غالبًا ما تأتي الكتب الإلكترونية للأطفال (eBooks) بإضافات تفاعلية تعمل على تحسين فهم القصة، ولكنها في نفس الوقت تجعل الأهل يقللون من قراءة الكتب. قراءة الكتب والتفاعل الذي يتطور في أعقابها له نفس الأهمية عند قراءة الكتب الإلكترونية كما هي أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
المحتوى
يحد التلفزيون المضاء في الخلفية من وقت وجودة وتعقيد الألعاب بالإضافة إلى جودة التفاعل بين الوالدين والطفل. يستجيب الآباء بشكل أبطأ ويصبح التفاعل أكثر خمولا.
-
وجود تلفزيون في الخلفية يقلل من تركيز الأطفال وفضولهم بشأن الألعاب.
-
يبدو أن التعرض العالي للتلفاز له تأثير سلبي على التطور المعرفي، تطوير اللغة والوظائف الإدارية مثل إدارة الانتباه والتخطيط المستقبلي.
التلفاز في الخلفية
توصيات عامة
-
إنشاء مساحات وأوقات "غير متصلة" في المنزل حيث يُحظر استخدام الوسائط: أوقات الوجبات، في غرفة النوم وغير ذلك.
-
تجنبوا استخدام الوسائط باعتبارها الطريقة الوحيدة لتهدئة أطفالكم.
-
أثناء وقت النوم، تجنبوا استخدام الوسائط وحددوا وقت المشاهدة بساعة أو ساعتين قبل النوم.
الأطفال دون سن الثانية
-
يمكن أن يتعرض أطفالكم لوسائل إعلام ذات محتوى عالي الجودة، لكن تفاعل الكبار أثناء المشاهدة هو أمر ضروري.
-
الإفراط في استخدام الوسائط الرقمية يمكن أن يكون ضارًا.
الأطفال من سن 2 إلى 5 سنوات
-
ما لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم
-
محتوى تعليمي يشجع على السلوكيات الاجتماعية الإيجابية
-
من الأفضل تجنب الموقف الذي يشاهد فيه الأطفال الوسائط بمفردهم ويوصى بمشاركة الوالدين في تجربة المشاهدة - حتى تتمكنوا من مساعدتهم. فهم ما يرونه وتطبيق ما تعلموه في الحياة الواقعية.
توصيات
يرتبط مقدار التعرض اليومي للتلفزيون بإضطرابات النوم. يرتبط مقدار المشاهدة بشكل عام، وخاصةً قبل وقت النوم بمشاكل النوم مثل الامتناع عن النوم أثناء وقت النوم وتأخر وقت النوم والقلق حول النوم وقلة ساعات النوم بشكلٍ عام. من المحتمل أن تكون التأثيرات مرتبطة بالضوء الأزرق المنبعث من شاشات الحواسيب وأجهزة التلفزيون والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية له خصائص مشابهة لضوء الشمس، مما يجعل أجسامنا تعتقد أنه ضوء النهار وأنه لا ينبغي أن نذهب للنوم.. يمكن أن يؤثر التعرض للضوء الأزرق أثناء النوم على عمل الساعة البيولوجية، مما يجعل النوم أمرًا صعبًا ويضر بجودة النوم.
التعرض للتلفاز والنوم
AAP Council on communications and Media (2016). Media and Young Minds. Pediatrics, 138(5), e20162591.
Barr, R. (2019). Growing up in the digital age: early learning and family media ecology. Current directions in psychological science, 28(4), 341-346.
Barr, R., McClure, E., & Parlakian, R. (2018). What the research says about the impact of media on children aged 0-3 years old. Washington, DC: Zero to Three.